السراج المنير Admin
عدد المساهمات : 417 نقاط : 1270 تاريخ التسجيل : 24/12/2013 العمر : 36 الموقع : https://rmounir.yoo7.com/t151-topic#153
| موضوع: أنماط صعوبات التعلم الجمعة سبتمبر 19, 2014 5:18 pm | |
| أنماط صعوبات التعلم
تتعدد أنماط صعوبات التعلم، لذلك يمكن أن نجد مفاهيم كثيرة قد استعملت للإحالة عليها.لكن عموما يمكن إجمالها فيما يلي: - عسر القراءة. - عسر الإملاء. - عسر الكتابة. - عسر الحساب. - عسر الانتباه. يشير أغلب علماء التربية إلى وجود تفاوت في كل من الأصناف الثلاثة، و يشيرون إلى أنها تتعالق مع الاضطرابات العاطفية و/أو الاجتماعية. سنحاول في هذه الورقة الوقوف عند هذه الأنماط من الصعوبات.
1- عسر القراءة يقتضي تعلم القراءة تنمية مهارات خاصة بمجالين محددين هما: - التعرف على الكلمات المكتوبة. - تحليل المعنى للوصول إلى فهم النصوص.(ONL1998) و قد وازى كيرش و آخرون 2002) بين القدرة على القراءة و القدرة على فهم و استعمال المعلومة المكتوبة . إن مهارة القراءة هي شرط ضروري من شروط النجاح المدرسي كما يؤكد ذلك المجلس الأوروبي(2001)، حيث يشير إلى أن كفاءة القراءة و فهم التعليمات و النصوص شرط أساسي للنجاح في مجموع المواد المدرسية و يؤكد على أن قدرات القراءة و الكتابة لا تتوقف بمجرد مغادرة الأطفال المدرسة، بل ينبغي تنميتها لأنها هي الرأسمال في كل مجالات التربية. إنها تسهل المشاركة في الإطار الأعم للتعلم طيلة الحياة و تسهم في التطوير الذاتي و في الاندماج الاجتماعي للأفراد. في بداية الثمانينات طلب الكونغريس الأمريكي من مؤسسة الصحة الوطنية أن تنجز بحثا حول صعوبات التعلم (برازو وار 2000) ، فتم التنسيق بين 18 مجموعة بحث جامعية للإجابة عن الإشكالات المطروحة بهذا الخصوص على رأسها عسر القراءة. و قد نشرت هذه المؤسسة سنة 1994جملة من النتائج من ضمنها: - من بين خمسة أطفال يوجد طفل يعاني من عسر القراءة . هذا يعني أن عسر القراءة يعد الصعوبة الأكثر صعوبة بالمقارنة مع الأنماط الأخرى من الصعوبات. - و هو يمس الذكور أكثر من الإناث. - بعض الحالات وراثية. - و هو السبب الرئيسي في الفشل الدراسي، و بالتالي في مغادرة المدرسة. - يمكن كشفه في عمر خمس سنوات و نصف و ست سنوات و نصف. - يرتبط بصعوبة في تحليل اللغة و لا علاقة له باضطراب في الرؤية . - لا يختفي مع التقدم في السن. - يختلف عن نقص في الانتباه رغم أن التلميذ قد يعاني منهما معا. - نسبة توجه التاميذ الذي يعاني من عسر القراءة نحو الإجرام و الفساد كبيرة . - من نتائجه عدم القدرة على فهم النصوص. - ينبغي للتعليم هنا أن يركز على الوعي الفونولوجي. و الواقع أنه ليس من السهل تعريف عسر القراءة، لأن الباحثين لا يتفقون على الحدود نفسها. إذ يتحدث البعض عن سلوكات قراءة عسيرة ، بينما يتحدث البعض الآخر عن اختلالات خاصة في تعلم القراءة. من ذلك التحديد الذي وضعته الجمعية الكندية لعسر القراءة سنة 1998 و الذي ساقته برازو وار(2001 : 1) كالتالي:
" وظيفة تمييزية للدماغ تتمظهر في صعوبات دائمة في القراءة و الكتابة و تهجية المكتوب، رغم ذكاء عادي و محيط سوسيو ثقافي ملائم و هي تؤدي إلى صعوبات في التعلم."
و هو تحديد يتفق مع التحديد الذي يسوقه إكال و ما كنان( 2006 : 3):
" يشير مصطلح عسر القراءة إلى اضطراب خاص و دائم في القراءة، و لا يمكن أن نماثله بتأخر بسيط في التعلم . نأخذ بمعيار تأخر القراءة ب24 شهر على الأقل رغم ذكاء عادي و تمدرس ملائم و محيط سوسيوثقافي مشجع و في غياب اضطرابات عصبية."
و إذا كان إكال و ماكنان (2006) لا يقيمان ربطا بين عسر القراءة و الاضطرابات العصبية ، فإن ليون و آخرين (2003 :2) يقيمون هذا الربط ، حيث يعتبرون أن عسر القراءة:
"اضطراب خاص في التعلم يرجع إلى أصول بيوعصبية و يتسم بصعوبات في التعرف الدقيق على الكلمات، و على الكيفية التي تكتب بها و بقدرات ترميز محدودة تنتج هذه الصعوبات عن عجز في المكون الفونولوجي للغة و هو [عجز] يكون غالبا غير متوقع بالنظر إلى القدرات المعرفية للطفل ."
و إذا كان هذا التعريف يركز على الجانب البيوعصبي، فإن التعريف الذي تسوقه برازو وار (2000 : يركز على الجانب الوراثي، حيث تعتبر أن عسر القراءة:
" حالة وراثية تجعل القراءة و الكتابة و التهجية في اللغة الأم صعبة ، رغم الذكاء المتوسط أو ما فوق المتوسط و التربية الحسنة و الشروط السوسيو- ثقافية الملائمة."
و سواء أتبنينا الجانب الأول أو الثاني ، فإن عسر القراءة يبقى مرتبطا - كما أشار إلى ذلك روسي 2000) بعجز أو على الأقل صعوبة غير طبيعية في تعلم القراءة . لذلك نجده يتأسس على جملة من نقاط النقص الوظيفية التي قد تكون مترابطة أو غير مترابطة منها ما يلي: - عجز في التعرف على الكلمات المكتوبة. - الخلط بين الحروف المتقاربة من حيث الكتابة . - حذف بعض الحروف أو زيادتها - غياب التوقف عند علامات التنقيط. - صعوبة في القراءة بصوت مرتفع مع القلب و حذف الحروف و الكلمات و المقاطع و السطر. - حذف أواخر الكلمات. - اضطرابات في التوجه الزماني- المكاني. ترتبط نقاط النقص الوظيفية هاته بعوامل محددة تتلخص فيما يلي: - صعوبات معرفية. - محيط سوسيو-ثقافي غير مشجع. - صعوبات نفسية و عاطفية و علائقية. - شروط تربوية غير ملائمة. هذه العوامل مجتمعة تجعل عسر القراءة يؤثر سلبا على تنمية المعجم و على اكتساب المعرفة بوجه عام . في السنوات الأخيرة ، اتجهت أغلب الدراسات إلى الربط بين عسر القراءة و الاضطراب الخاص بالنسق الفونولوجي. إذ لوحظ أن التلميذ الذي يعاني من صعوبة في الكتابة لا يملك ما يسمى بالوعي الفونولوجي الذي له ارتباط وثيق بعملية القراءة، و هذا يعني- حسب برازو وار (2000) -عدم القدرة على إنجاز المهام التالية : - تقطيع الفونيمات. - حذف الفونيمات. - الجمع بين الفونيمات و المقارنة بينها. - عد الفونيمات. - استبدال الفونيمات . - دمج الأصوات. - توافق الفونيمات. - عدم استيعاب نسق الكتابة الألفبائية، و ما ينجم عن ذلك من عدم القدرة على إقامة رابط بين العلامة المكتوبة و الصوت الذي ترمز إليه. إن عدم التمكن من إنجاز هذه المهام يضع التلميذ مباشرة أمام صعوبات متعددة منها: - صعوبة تمييز الأصوات ، بحيث أنه لا يستطيع أن يحلل بطريقة سليمة أصوات اللغة المنطوقة ، فهو مثلا لا يستطيع التمييز بين "د" و "ض"أو بين "ص" و "س". - صعوبة التمييز المرئي المؤدي إلى الخلط بين الحروف، أي أن التلميذ لا يستطيع أن يميز بين أشكال الحروف من نحو "ح " و "ج" و "ع" و"غ". - صعوبة تمييز ترتيب الحروف مما يؤدي إلى عكس ترتيبها. يرتبط هذا المعطى بمشكل في التوجه المكاني. - صعوبة تذكر الحروف. - صعوبة حفظ معطيات لا يستوعبها أو ليست لها علاقة مباشرة به، من نحو جدول الضرب و المعطيات العلمية و التاريخية كالأسماء و الأمكنة و التواريخ. تؤدي كل هذه الصعوبات إلى عسر في اكتساب مهارة القراءة. و إذا أخذنا بعين الاعتبار أن تعلم القراءة هو أول اكتساب معقد يصادف التلميذ بالنظر إلى أنه يتأسس - كما يشير إلى ذلك ريشن و لهمن (2001)- على استيعاب معنى العلامات المرمزة و تمثلها، و بالنظر إلى أن هذه العملية تقتضي تفعيل وظائف ذهنية و حسية-حركية يتبدى لنا حجم هذه الصعوبة و ضرورة مساعدة التلميذ على تجاوزها لكي لا يكون عرضة للفشل الدراسي. إن الحل الذي يقدمه الباحثون في هذا المجال هو تقوية الوعي الفونولوجي مع تعليم مباشر و دقيق، و ذلك لجعل التلميذ قادرا على امتلاك معرفة بنقاط إنتاج الأصوات و آليات إصدارها و طرائق تآلفها. يخول امتلاك هذه المعرفة للطفل القدرة على حصر ما يؤالف و ما يخالف بين هذه الأصوات، و كذلك القدرة على تركيبها في كلمات و جمل. يشير برازو وار بهذا الخصوص، إلى أن تعليما نسقيا و مضبوطا للفونيمات يعطي نتائج مهمة ، و هذا ما يمكن أن يتيح عموما اكتساب القراءة و يقلص من نسبة الفشل الدراسي.
| |
|
السراج المنير Admin
عدد المساهمات : 417 نقاط : 1270 تاريخ التسجيل : 24/12/2013 العمر : 36 الموقع : https://rmounir.yoo7.com/t151-topic#153
| موضوع: رد: أنماط صعوبات التعلم الجمعة سبتمبر 19, 2014 5:19 pm | |
| نقل الموضوع بواسطة صحراوي منير مدير المنتدى جزاكم الله خيرا للعلم | |
|